نبض أرقام
11:11
توقيت مكة المكرمة

2024/05/20
2024/05/19

أكبر شركة للطاقة النووية في العالم.. "روس أتوم" التي خرجت من رحم الحرب الباردة

2019/09/01 أرقام - خاص

إذا كان الشرق تقدم في سباق التقنية العالمي بفضل شركات مثل "هواوي" و"علي بابا" و"تنسنت"، التي غذت نفوذه أمام الغرب في هذا المجال، فإنه يمتلك لاعبًا آخر يشكل مصدر تنافسية كبيرا في مجال دار حوله الصراع منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، لكنه ليس صينيًا هذه المرة.

 

 

انتهت الحرب العالمية الثانية في منتصف أربعينات القرن الماضي، لكن بمعنى أدق انتهت معارك الصدام العسكري المباشر التي دفع البشر ثمنها غاليًا من دمائهم وأموالهم وحضارتهم وحتى إنسانيتهم، ولم يعنِ ذلك بالضرورة نهاية الصراع والصدام في مجالات أخرى.

 

اندلع سباق تسلح وحرب باردة بين الولايات المتحدة الأمريكية من جانب والاتحاد السوفيتي من جانب آخر، هذا ما شجع الطرفين على توظيف قدر هائل من الإمكانات لتدعيم نفوذهما للفوز بالسباق، ونتيجة ذلك كانت هناك تطورات كبيرة في مجالات أهمها التقنيات النووية (لا تقتصر فقط على الاستخدامات العسكرية).

 

وإذا كنا نتحدث عن لاعبين تقنيين عمالقة لدى الصين، فإن الروس هم من يمتلكون اللاعب الشرقي الرائد (والمزعج للغرب) في صناعة الطاقة النووية، ألا وهو شركة "روس أتوم" التي أمر الرئيس "فلاديمير بوتين" بتأسيسها عام 2007 لتوحد وتقود جهود الدولة في هذا المجال، وسرعان ما اكتسبت سمعة عالمية.

 

تحول حكومي
 

- "روس أتوم" والمعروفة محليًا باسم "ستيت أتوميك إنرجي كوربورشن روس أتوم"، هي شركة روسية تتخذ من موسكو مقرًا لها وتتخصص في مجال الطاقة النووية، وصدق الرئيس "بوتين" على قانون تأسيسها في ديسمبر عام 2007 بعد موافقة المشرعين.



 

- كان اسم "روس أتوم" يطلَق على الوكالة الفيدرالية للطاقة الذرية التي تدهورت أوضاعها وأعيق توسعها وأثير حولها لغط سياسي، وهدفت موسكو من إنشاء الشركة الجديدة إلى تحسين عمل الصناعة النووية الوطنية وجمع موارد وتمويل الدولة تحت مظلة واحدة.
 

- تولت الشركة العديد من الأدوار بعدما قرر "بوتين" إنهاء عمل الوكالة الفيدرالية، ومنها الإشراف على الجانب التجاري لصناعة الطاقة النووية، فضلًا عن المجمعات العسكرية في البلاد، كما انتقل إلى حوزتها محفظة الأسهم التي امتلكتها الوكالة قديمًا وتولت إدارة مجموعة من المنظمات العلمية وهيئات السلامة والإشعاع النووي.
 

- تضم محفظة "روس أتوم" مئات المؤسسات والمنظمات والشركات بالإضافة إلى الأسطول الوحيد في العالم لكسر الجليد، وحاليًا تُعد واحدة من الشركات الرائدة في صناعة الطاقة النووية حول العالم، وتوسعت أعمال الطاقة الخاصة بها مؤخرًا لتشمل أعمال توربينات الرياح.
 

- تطمح "روس أتوم" دائمًا إلى تزويد عملائها بحلول بناء وتشغيل محطات الطاقة النووية الأكثر تنافسية وفعالية على مستوى العالم مع سعيها الدؤوب لامتلاك سلسلة إمداد واسعة النطاق.


 

أصل الفكرة
 

- في الحقيقة، لم يبدأ تاريخ "روس أتوم" عام 2007 أو حتى مع تأسيس الوكالة الفيدرالية، ولكن يعود إلى عام 1953 عندما قرر الاتحاد السوفيتي إنشاء وزارة معنية بتطوير واختبار الأسلحة النووية، والتي كان من بين مهامها أيضًا توليد الطاقة النووية.
 

- بحلول عام 1954 افتتحت الوزارة أول محطة طاقة نووية متصلة بشبكة الكهرباء في العالم "أوبنسك"، ومع توسع القطاع تجاوز عدد العاملين داخل أروقة الوزارة المليون موظف، وبنهاية الثمانينيات، اندمجت الوزارة في أخرى جديدة حملت اسم "وزارة الهندسة النووية والصناعة".
 

- بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، تم تأسيس وزارة الطاقة الذرية الروسية، والتي هيمنت على الحصة الأكبر من محفظة سابقتها من المؤسسات والأعمال، واحتفظت بالاسم الجديد حتى عام 2004، عندما تم تحويلها إلى الوكالة الفيدرالية للطاقة الذرية "روس أتوم"، والتي تحولت بعد 3 سنوات إلى شركة حكومية، لتصبح أعمالها أكثر مرونة.
 

- سرعان ما نمت أعمال شركة "روس أتوم"، وفي عام 2015 بلغت مشترياتها من السلع والخدمات ما قيمته 12.7 مليار دولار، بحسب موقع "ورلد نيوكلر نيوز"، وبلغ إجمالي قيمة محفظتها من الأعمال نحو 300 مليار دولار في ذلك العام.



 

- بحسب "رويترز"، باتت "روس أتوم" شركة الطاقة النووية المتكاملة الوحيدة في العالم (بعد تعرض أكبر منافسيها "أريفا" و"يسنتجهاوس" لمشاكل مالية)، حيث يمكنها تقديم كافة الخدمات بدءًا من تخصيب اليورانيوم وإلى التعامل مع النفايات النووية.
 

- تمتلك "روس أتوم" ثاني أكبر احتياطي لليورانيوم وتهيمن على 17% من سوق الوقود النووي العالمي، كما تُعد رابع أكبر منتج لليورانيوم على أساس سنوي، وثالث أكبر منتج عالمي للطاقة النووية، بحسب الموقع الرسمي للشركة.

 

الرهان على الخارج
 

- وفقًا للتصريحات الرسمية لمسؤولي الشركة، فإن جدول الطلبيات الحالي تبلغ قيمته 190 مليار دولار، منها 90 مليار دولار تكلفة بناء محطات نووية في 12 دولة، وهي الآن أكبر شركة للطاقة النووية في العالم من حيث الطلبيات الأجنبية على خدماتها.
 

- في عام 2014، بلغت الإيرادات الخارجية للشركة 5.2 مليار دولار أو ما يشكل 31% من إجمالي الإيرادات، لكن تخطط الشركة لرفع هذه الحصة إلى ما بين 40% و45% بحلول عام 2023، وهو ما يعادل نحو 15 مليار دولار إجمالي الإيرادات المتوقع.



 

- تحظى خدمات "روس أتوم" باهتمام عشرات البلدان حول العالم، بما في ذلك الصين والهند وتركيا وفنلندا ومصر، ويرى الرئيس التنفيذي "أليكسي ليكهاشيوف" أن تحول العالم بعيدًا عن الوقود الأحفوري يدعم أعمال العملاق الروسي.
 

- من ناحية أخرى تقول الشركة إنها أصبحت تعتمد أقل على الدولة الروسية في دعم عملياتها اليومية، حيث بلغ الدعم المالي المقدم لها خلال عام 2018 نحو 68 مليار روبل (1.1 مليار دولار) مقابل 77 مليارًا عام 2016، ومع ذلك، استثمرت قرابة 250 مليار روبل في السوق المحلي العام الماضي.
 

- تخطط الشركة لرفع عائداتها (المقيمة بالدولار الأمريكي) إلى ثلاثة أمثالها بحلول عام 2030 بفضل المشاريع الخارجية والمنتجات الجديدة مثل ألياف الكربون، وبحلول هذا التاريخ تتوقع "روس أتوم" أن تحقق 70% من إيراداتها من خارج روسيا، وأن يأتي 40% منها عبر منتجات غير نووية.

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة